عدوى شعورية تجتاح ذوات اليمنيين
الوقائع المؤسِّسة في التاريخ الوطني هي ذكريات ننتمي إليها بَعدياً بشكل رمزي وعاطفي.
ليس شرطاً أن نكون نحن أو أحد أسلافنا المباشرين قد شاركوا في صنعها.
ليس شرطاً أن يكون لنا -كأفراد أو مناطق أو عائلات- أدوار تمثّلنا في الحدث العظيم المؤسِّس.
فنحن، بمناطقنا وجهاتنا وعرقياتنا وقبائلنا المختلفة، ننتمي إلى المعنى الذي نستخلصه من تلك الوقائع،
ننتمي إلى المبادىء العليا والقضايا التي آمن بها صانعو الحدث وقاتلوا في سبيلها.
هكذا تنشأ طقوس التذكر الجماعي مثلما تنشأ التقاليد،
إنها تنشأ -كما يقول أوزفالد اشبنغلر- من عَدوَى شعورية تنتقل بين جميع الذوات المختلفة، فيشعر كل بأنه مشارك في شعور واحد.