بعد العرض العسكري في الحديدة..رد فعل معادي من الطرف الآخر وهو ما يحدث الآن!
بدأت أزمة مشتقات نفطية في صنعاء وبقية محافظاتها، لقد توقعت حدوث هذا بالفعل عندما شاهدت العرض العسكري الكبير في مدينة الحديدة، وهي المدينة الخاضعة لإتفاق سياسي برعاية الأمم المتحدة، وأيّ تجاوزات أو إستفزازات فيها ستدفع الطرف الأخر للقيام بردة فعل معادية، وهو ما يحدث الأن!
طرف صنعاء يدرك بأنه كاد يهزم في الحديدة، لولا إتفاق السويد، هو يعلم هذا جيدًا، وهذا ليس بسر خطير، لكنه مع هذا لا يراعي الإتفاق الذي منحه الأفضلية والإنتصار، أنا أستغرب حقًا من هذه العروضات غير المجدية، عروضات يمكن إجراءها في أماكن أخرى، أما مبرر أحقيتهم في أرضهم ووطنهم، فالأخرين أيضًا ينتمون لهذه الأرض وهذا الوطن، وهما ذات الجغرافيا التي جمعتهم معًا بغرض الإتفاق الذي تم، لهذا لا شأن لأي طرف خارجي بما جرى ويجري، ومن ناحية منفصلة، جميعنا نعلم بأن طرف صنعاء يحاول فرض سلطته كأمر واقع على المحيط الخليجي، يريدهم أن يتقبلوه كمستقبل سياسي وسلطوي، ولكنه يستخدم لأجل هذا أساليب مستفزة وخطابية وإستعراضية، يريد أن يرهبهم ليقبلوا به، ولو تقبلوه فعلًا لتعامل معهم بمثابة الجار للأخر، بلا عروضات أو خطابات أو تهديدات، أكاد أجزم بهذا، لكننا نحن من يدفع الثمن في كل مرة، وهو ما يجري الأن.
لقد تمادت بنا المعاناة والحياة المتقطعة، وما زال رهابها يلاحقنا ويحاصرنا كأزمات ومكائد وإستفزازات، ودون هذا لا جديد في حياتنا سوى رسائل مجانية الى هواتفنا، رسائل تبشرنا بأن أزمة النفط قد بدأت، وحصار المستشقات النفطية قد عُرف وأنتشر،، رسائل من شأنها أن تغير شكل حياتنا في نصف ساعة، لهذا تنطفئ محطات البترول وتغلق أبوابها حتى وإن كانت خزاناتها مليئة بالمواد، وتعود الشوارع مجددًا لاحتضان سوقها السوداء، مرحبًا بكم، لقد طال بنا الغياب، هيا أسرعوا لنبيع موادنا السوداء، لهذا يصبح لكل شخص في هذه الشوارع كلها سعره الخاص، يحدده كيفما شاء، كأنه دولة برأسه وبضاعته، كأنه التاجر السلطان بعمامته وأرباحه، ونحن ماذا نفعل؟! لا شيء أخر عدا ضرورة التعايش مع كل هذا الخراب والضياع!
أزمة مباركة يا أصدقاء..