الجمعة 7 فبراير 2025 02:02 صـ 9 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أحداث الأعوام القادمة في دواوين ”البردوني”

الثلاثاء 30 أغسطس 2022 09:56 مـ 3 صفر 1444 هـ
د.قائد غيلان
د.قائد غيلان

ما يميز منشورات العامين الأخيرين عن الشاعر الكبير عبدالله البردوني أنها جاءت خالية من الأسطرة والتقديس، وهذا دليل نضج، إذ إن دواوينه تحمل شعرا وليست كتباً في الشعوذة والتنجيم، لقد كان البعض يبالغ في تمجيد الرجل إلى درجة جعله فوق الزمن، فيعتبرون قصائده الملغزة رموزاً لم تصل بعد حكمتنا المعرفية إلى مستوى فهمها. والحقيقة أن البردوني تأثّر في دواوينه الأخيرة بموجة الحداثة رغم احتفاظه بالشكل القديم، فأوغل في الغموض إلى درجة التعمية، وهو ما أفقد تلك النصوص بعضاً من شعريتها، وخلق فجوة كبيرة بين الشاعر الكبير وقارئه. إن كثيراً من الشباب المتحمّسين والمتعصبين يتهموننا بالجهل والقصور عن فهم قصائد البردوني، وهم لا يفهمون من تلك النصوص شيئاً، لكنهم يعتبرونها كنوزاً مؤجلة، مازالت تحتفظ بأسرارها العظيمة للمستقبل.
كلّنا أُعجِبنا بالبردوني وتشيّعنا له، لكن لا ينبغي أن نحوّله من شاعر يستشرف المستقبل برؤيته الثاقبة وحـسِّه الفريد إلى مجرد "مشعوذ" يدسُّ في دواوينه أحداث الأعوام القادمة. إن التشـيُّع للشخص في خطورة التشيع ضدّه، إذ لا يأتي من ذلك الغلو إلا الضرر.