الخميس 6 فبراير 2025 09:05 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

تفاصيل مكالمة هاتفية مع ‘‘عبدالملك الحوثي’’ قبل 15 سنة (2)

الإثنين 29 أغسطس 2022 05:33 مـ 2 صفر 1444 هـ

في العامين 2007 و2008، أجريتُ حديثين صحفيين عبر الهاتف مع عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي -قبل أن تُعرَف بـ "أنصار الله".

الحديث الأول نُشر في صحيفة "الغد" الأسبوعية، والثاني في صحيفة "المصدر" الأسبوعية.

في العام الذي أجريت فيه الحديث الأول، كنت طالباً في كلية الإعلام جامعة صنعاء سنة ثالثة، وكان بمناسبة تعثّر لجنة الوساطة القطرية بعد ما سُمِّيت بـ الحرب الرابعة من سلسلة حروب صعدة.

والحديث الثاني كنت في السنة الرابعة، وكان بمناسبة انطلاق شرارة "الحرب الخامسة".

من المهم معرفة هذه المعلومة [على الأقل لأسباب تخصّني].

عندما أطلعت على نصّ الحديثين اليوم خطرت ببالي انطباعات وأفكار كثيرة عن تلك المرحلة التاريخية وعن نبرة الأسئلة في كل واحد منهما، ربما سنكتب عنها يوماً ما.

مرتاح لكوني استخدمت كلمة "دولة" في أسئلتي خلال الحديث الأول، أما في الحديث الثاني فلاحظتُ أنني كنت أكثر تأثراً باللغة السائدة في خطاب المعارضة تجاه كثير من القضايا ومنها حرب صعدة، فاستخدمت مثلاً لفظ "سلطة" للإشارة إلى الجانب الحكومي.

هناك فارق دقيق بين اللفظين لم نكن نعيه في ذلك الوقت، ولا يتسع المجال لشرحه.

والأهم من كل ذلك أننا كنا حينها صحفيين في بداية مشوارنا والآفاق أمامنا مشرعة، ولم نكن نعرف أن انهيار البلاد الذي نعيشه اليوم كان في بداية مشواره أيضاً.

الجزء الثاني من الحوار:

عبد الملك الحوثي لـ"المصدر":

جغرافية الحرب ستتسع خارج صعدة

محمد العلائي - 06/05/2008

من شبه المؤكد أن حرباً جديدة بدأت أعمالها هذا الأسبوع في صعدة بنشاط فائق. لن تكون حاسمة على ما يبدو، لكنها ستكون أكثر عنفواناً من سابقاتها.

بعد تفجير المصلين في جامع بن سلمان يوم الجمعة الماضي، وجد عبد الملك الحوثي نفسه وجماعته في حالة استنفار عسكري وإعلامي.

بالطبع الحوثي زعيم روحي في المقام الأول، وجماعته هي كناية عن مليشيا دينية مسلحة، تعتقد تماماً بصوابية ما تقوم به. وعليه، فإلصاق تهمة تفجير مصلين أبرياء بالرجل وجماعته من شأنه ضرب سمعته في العمق. ولا بد أنه أدرك الأمر.

وسواء كان هو الفاعل أو لم يكن، فإن أحداً لن يكون فخوراً بالوقوف خلف عملية كهذه، كونها تنم عن دناءة منفرة في أخلاقية الحرب.

إذاً، كان على الحوثي أن يستنفر كل ما لديه من متاح لرد التهمة القاتلة، التي عمل الإعلام الحكومي على بثها بشكل غير عادي.

ومساء السبت تحدث الرجل من مقره في صعدة لـ"المصدر" عبر الهاتف حول حادثة الجمعة، وقضايا أخرى لها علاقة بمستقبل الصراع وجغرافيته:

> السلطة اتهمت أتباعك بالضلوع في تفجير جامع بن سلمان، وأنت نفيت، من الفاعل إذن؟

- الفاعل الحقيقي هي الجهة التي يمكن أن تستفيد من ذلك في إثارة الحرب من جديد، وإفشال مساعي السلام. وهي الجهة التي لها موقف سلبي من اتفاقية الدوحة، وتكسب من الحرب مالاً ونياشين.

> هل أنتم بصدد الدخول في أتون صراع يحمل مذاقاً طائفياً هذه المرة، على غرار ما يحصل في العراق مثلاً؟

- [نحن] لم نستخدم السلاح ضد أي شخص على أساس مذهبي.

> لكن خطيب المسجد يقال إنه قيادي عسكري ينتمي إلى تيار سلفي، وهذا سبب كافٍ للاعتقاد أن الحرب أصبحت ذات طابع مذهبي؟

- لا يمكن لأحد أن يستدرجنا إلى صراع طائفي مذهبي بالمرة.

> قلت في تصريحات سابقة أن المستفيد من الحادث هم تجار الحروب، لماذا لا تشير إلى أطراف وشخصيات بعينها لتزيل حالة الحيرة والالتباس التي تكتنف حروب صعدة؟

- الجهات التي تحرص على الحرب دائماً، هي بعض القادة العسكريين، وفريق داخل السلطة، وبعض السياسيين، إضافة إلى بعض البرلمانيين، هذا الفريق له إعلامه الذي يحرض على الحرب، ويعارض السلام، وله موقف سلبي من اتفاق الدوحة.

> لماذا لا تشير إلى أسماء بعينها؟

- (صمت)، لا.. هذا يكفي.

> إذن، من سيخرج الناس من دوامة الحيرة؟ ومن المستفيد من إبقاء الملابسات طي الكتمان؟

- من جانبنا قضيتنا واضحة. موقفنا هو موقف الدفاع عن النفس. المشكلة هي عند السلطة، التي تفرض تعتيماً إعلامياً على صعدة. ولا تسمح لوسائل الإعلام بالنزول الميداني إلى المحافظة للإطلاع على الأوضاع عن قرب.

> يعني أنت لا تمانع من دخول وسائل الإعلام لنقل الوقائع؟

- بالتأكيد (لا أمانع).

> هل يعد حادث الجمعة بمثابة الطلقة الأولى في حرب جديدة قد تكون حاسمة؟

- هذا ما يسعى إليه البعض داخل السلطة. ويبدو أنهم كانوا جاهزين لتوظيف الحادث مسبقاً من أجل إثارة حرب جديدة.

> لكن محافظ صعدة [رشاد المصري] قال إنكم أنتم تخططون للحادثة منذ أيام؟

- ما يقوله مجرد أكاذيب. ومن الطبيعي أن يختلقوا ذلك. الشعب يعرف أنهم كذابين. لا يوجد دليل على ما يدعيه.

> هل فشل اتفاق الدوحة نهائياً؟

- حتى الآن لم نفقد الأمل.

> فيما لو تعثر (الصلح) تماماً، من يتحمل وزر ذلك؟

- أحمل السلطة التي ماطلت وتنصلت عن تنفيذ بنود الاتفاقية.

> متى ستوضع النقاط على الحروف، ويعرف الشعب حقيقة ما يدور في صعدة؟

- الغموض ليس من جانبنا. نحن تحدثنا عن مظلوميتنا. الغموض تفرضه السلطة، التي عمدت إلى التعتيم وتضليل الرأي العام عبر نشر دعايات وأكاذيب لتبرير الحرب.

> تجري الآن الترتيبات الفنية لانتخابات المحافظين، ما موقفك من هذه الانتخابات؟

- موقفنا من الموضوع أنه ليس هناك أمل إذا لم تكن هذه الخطوة في إطار إصلاح عام.

> هل يهمكم أمر انتخاب محافظ جديد لصعدة؟ هل تفضلونه من أبناء المحافظة؟

- نعم نحن نفضل أن يكون المحافظ من أبناء المحافظة. لكن لا نعلق أي أمل على هذا.

> كيف ستكون جغرافية الحرب القادمة فيما لو اندلعت مجدداً؟

- نحن نؤكد أنه فيما لو أقدمت السلطة على حرب جديدة أن جغرافية الحرب ستتسع. ولن تتمكن السلطة من حصرها في محافظة صعدة. ولذلك ليس من مصلحة البلد شن أي حرب جديدة.

> هل أنتم مستعدون بما يكفي لحرب طويلة الأمد؟

- نحن عملنا كل ما من شأنه الدفاع عن أنفسنا.

> سمعنا عن تغييرات في القيادات الميدانية لتنظيمكم في حجة والجوف وصنعاء وعمران، ما صحة ذلك؟

- هذا ليس تغييراً وإنما ترتيبات عامة.

> لو استدرجتم إلى قتال مذهبي طائفي هل ستنجرون؟

- نحن دائماً نحارب على أساس الدفاع عن النفس. والحرب من جانبنا لا تحمل أي شعار مذهبي.

> هل أنت مع استئناف العمل على تنفيذ اتفاقية الدوحة؟

- نعم بالتأكيد.

> ممكن تقدم للقارئ لمحة عن الوضع الأمني في مناطق التوتر؟

- حتى الآن (ليلة السبت) هدوء. إلا أن هناك توتر نسبي في منبه، ومنطقة حيدان.

> ما موقفك من القضية الجنوبية؟

- نحن مع دعوات إصلاح الوضع بشكل عام. فالسياسة الخاطئة تمثل خطورة كبيرة على وحدة الشعب، وقد تتسبب في تفكيك النسيج الاجتماعي بشكل عام.

هل تؤيد دعوات الانفصال؟

- أنا مع إصلاح مسار الوحدة.

> يقال إنك تتطلع لإخضاع صعدة وبعض المناطق لنفوذك؟

- هذا غير صحيح وهو من ضمن الإدعاءات التي تدعى علينا زوراً.

> يعتقد البعض أن الحوثي اصطف في الانتخابات الرئاسية الأخيرة مع الرئيس، استناداً إلى حسابات مذهبية ومناطقية؟

- الانتخابات في صعدة شهدت ركوداً كبيراً. وكانت نسبة الإقبال بسيطة ومحدودة.

> ما مدى صحة انتخابك للرئيس؟

- كنا بعيدين عن الانتخابات. لكن البعض شارك دون فرض رأي معين عليهم.

> سيد عبد الملك، هل لهذه الحرب نهاية ما؟

- نؤكد على أن اعتماد السلطة على الحرب لمعالجة قضية صعدة أسلوب خاطئ، ولن يحقق لها أي هدف تسعى إليه. إذا استمرت السلطة في سياساتها الخاطئة في صعدة أو في غيرها فإن الوضع في عموم اليمن سيكون خطراً للغاية.