• الرئيسية
• مقالات

يهمز البعض و يلمز عندما يرى النتائج المرتفعة لطلاب المرحلة الثانوية ، أحياناً يحتقرونها و يقللون من شأنها ، و أحياناً يصل الاحتقار ليعم أصحابها أو يشمل الجيل معها ، و هذا لعمري سلوك سيء ، و منطق إبليسي متعجرف و متكبر ، إذ يرى صاحبه أنه أفضل و أذكى ، و أن نتيجته التي حصل عليها قبل عشرين سنة أفضل بكثير من نتائج هذه الأجيال ، مصدقاً نفسه أنه الجيل الرائد و المبدع الذي أتى بما لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ..

و الحقيقة التي أراها أن هذه الأجيال أذكى من الأجيال السابقة ، و توفرت لديها فرص الإبداع و التميز أكثر مما توفر للأجيال السابقة ، و لكن لا تقارن نفسك بهم فهم خلقوا لزمان غير زمانك ، و لا زال الزمن أمامهم ليصلوا إلىالنضج الذي يليق بهم و بزمانهم ، فزمانك غيرته العقول المبدعه التي أتت بعدك ، و كلما جاء جيل قام بقفزة جديدة في عالم الإنسانية..

لا تقولوا أن التعليم مدمر ، طالما أن هناك أجيال تفكر ، و لعل ما اهملته المدارس غطته التكنولوجيا ، فلم نعد في ذلك الزمن الذي كنا نسمر فيه على كتب المسابقات الثقافية و نتفاخر بمعلوماتنا لأننا قرأنا بعض الكتب التي حصلنا عليها بصعوبة، بل نحن في زمن الانفجار المعلوماتي الرهيب ، فلا تيأسوا من الأجيال القادمة ، فتلك الأجيال هي من سيأتي ليبني كلما هدمتموه ، ألا يجب أن نرى نحن الأجيال القديمة ماذا فعلنا ؟! ، فلو رأينا جريمتنا بحق واقعنا و مستقبلهم بعين العقل لأستحينا من هذه الأجيال القادمة و لم تهمزها و تلمزها.