الخميس 6 فبراير 2025 12:34 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

ولي العهد السعودي يقدم للرئيس بايدن 3 هدايا لا تقدر بثمن

الثلاثاء 26 يوليو 2022 01:10 مـ 27 ذو الحجة 1443 هـ

شهدت الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن الى المملكة العربية السعودية تغطية إعلامية واسعة النطاق لم يشهد لها مثيل ، وكافة وسائل الاعلام في مختلف ارجاء العالم سواء في داخل أمريكا أو خارجها ركزت على ان الزيارة كانت فاشلة للرئيس بايدن بينما كانت نتائجها مبهرة لصالح ولي العهد السعودي ، وجاءت اقوى العبارات عن الزيارة من قبل وسائل الاعلام الامريكية والتي هاجمت الرئيس جو بايدن بقسوة شديدة ، واكدت ان السعودية كانت ومن دون اي شك هي الطرف الرابح في هذه الزيارة .

ولي العهد السعودي لا يعادي أمريكا ولا يكن لها العداوة ، كل ما فعله هو انه يبحث عن مصالح بلاده ، فهو يدرك ان العداوة لا تخلف الا عداوة وضياع مصالح ، لذلك فقد استطاع بكل حكمة وهدوء ان يوصل هذه الرسالة للرئيس بايدن وللادارة الامريكية ، وهو ان السعودية تبحث عن مصالحها سواء في أمريكا او في روسيا او في الصين ، وليس شرطا ان تعادي طرف من اجل ان تكسب الطرف الاخر .

ورغم النصر الكاسح الذي حققته الدولة السعودية بشكل عام وولي العهد السعودي بشكل خاص، فإن ذلك لم يصبه بالغرور والغطرسة ، وتمكن من تقديم 3 هدايا ثمينة للرئيس بايدن ، ومن شأن تلك الهدايا ان تصلح كثيرا من الشأن الأمريكي ، التي فقدت ادارتها البوصلة ، واعتبرت نفسها انها الحاكم المطلق على هذا الكوكب ولا احد يستطيع ان يرفض لها طلب ، وهذا الامر هو الذي افشل أمريكا في كل بقاع العالم وجعل هيبتها تهتز في الشرق والغرب ، وهنا كان دور ولي العهد في تقديم تلك الهدايا الثمينة لضيفه بايدن وللادارة الامريكية بشكل عام ، وربما لم يتمكن الرئيس بايدن من فهم فحوى تلك الهدايا ، بسبب كبر سنه ، والامراض التي يعاني منها ، لكن دون ادنى شك انها وصلت للقيادات في البيت الأبيض.

ليس شرطا ان تكون الهدايا عينية من الذهب او من الفضة ، او منح قدر كبير من المال، فحين تحتاج الى المشورة والرأي ، وعندما تكون في امس الحاجة الى من يوجه لك النصح والارشاد فإن النصيحة تكون اغلى من الذهب والالماس ، ورغم صغر سن ولي العهد السعودي الا أنه يتسم برجاحة العقل والحكمة ، ولذلك قدم تلك الهدايا الثلاث للرئيس بايدن عن طيب خاطر
الهدية الأولى :
لا يمكن لأي علاقة على وجه الأرض ان تدوم وتستمر اذا كان هناك طرف اناني ومتغطرس يفرض مصالحه بالقوة ، ولا يأبه لمصلحة الطرف الاخر ، واذا أراد طرف كسب طرف اخر ، فينبغي ان ينظر الى مصالحه ويعمل ما بوسعه لتحقيقها ، أما ان يهتم فقط بمصلحته ولا يلتفت لمصالح صديقه او حليفه فان التحالف او الصداقة لن تدوم ، لأن الطرف الخاسر سيبحث عن حليف او شريك او صديق يثق به ويعلم انه ستكون بينهما مصالح مشتركة تعمل على ادامة هذه العلاقة لأطول فترة ممكنة.
الهدية الثانية :
القيم التي تتغنى بها أمريكا ، قد تكون مناسبة وملائمة للشعب الأمريكي وقيمه وعاداته وما نشأ عليه الشعب الأمريكي ، لكن ان تفرض هذه القيم والمثل على بلد اخر لا يؤمن بها ، فهو امر جنوني ، ولقد كشف ولي العهد السعودي للرئيس بايدن ، ان القيم والمثل تختلف من بلد الى اخر ، فما تراه انت مناسب وجيد ، قد انظر اليه انا بأنه امر لا يمكن التسليم به وقبوله ، فالعالم متنوع ويختلف من مكان الى اخر ، وهذا ما ينبغي التسليم به والعمل به لاحترام ثقافة وقيم الاخرين ، وبالتالي فإنه من المسلمات انه لا يمكن فرض القيم والسلوكيات على طرف اخر ، واستخدام القوة لفرض تلك القيم التي لا تناسب جهة أخرى لا تعود الا بكوارث ولا تحقق اية فائدة .
الهدية الثالثة :
من المخجل والمخزي ان تكون المعايير مزدوجة ، وهذا الامر يجعل أمريكا تفقد مصداقيتها ، وقيام أمريكا بتحويل بعض الاخطأ التي تقع في هذا البلد او تلك ، وحتى في أمريكا نفسها ينبغي التعامل معها بنفس المصداقية وبذات المعايير ، أما ان تنظر الى الخطأ الذي تقع فيه أمريكا او اية دولة أخرى أمر مباح ومسموح به لطرف ، بينما ممنوع ومحرم على طرف اخر ، وان تسعى أمريكا لعملية ابتزاز وبطرق ملتوية لتحقيق أغراض شخصية او سياسية ، فهو امر مرفوض ولن يحقق النتيجة المرجوة ، فالجميع وبدون استثناء معرضون للأخطاء ، لكن الذكي والشخص الحكيم هو الذي لا يكتفي بمعاقبة صاحب الخطأ ، بل ويستفيد من اخطائه ويسعى لعدم تكرارها .. وتلك هدايا ثمينة قدمها ولي العهد السعودي للرئيس بايدن وللادارة الامريكية ، وما احوجنا الى صديق يرشدنا الى الصواب حين نفقد البوصلة ولا ندري ماذا نفعل .