الخميس 6 فبراير 2025 05:17 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

المطر و الخنبجة و الدنبجة

الإثنين 25 يوليو 2022 07:58 مـ 26 ذو الحجة 1443 هـ

يحكى أن رجلاً قصير القامه كان معزوماً أحد الأيام إلى عرس في إحدى القرى المجاوره لقريته ، و كان مهتماً جداً بحضوره ، في يوم العرس تغسل ولبس أحسن الثياب ، ووضع اللمسة الاخيرة بوضع المشقر على عمامته ، و في طريقة كان هناك غيل يفصل قريته عن القرية المجاورة ، وهناك طريق توصله لكنها بعيده لأنها تلتف على الغيل ، أراد إختصار المسافة بالقفز فوق الغيل ، قفز لكن قفزته أوقعت به في الغيل بين الوحل ، قام و قد توسخت ثيابه فقال : ذي مايقيس خطوته من نطوته مايدري الا وهو في الخنبجي والدنبجي .. و الخنبجة هي السير في الوحل ..

و نحن اليوم و قد أنعم الله علينا بالأمطار نجد أناس و كأنها قد فقدت عقولها ، إذ يظن البعض أن سيارتة ذات الدفع الرباعي تستطيع عبور السيل بأمان ، فإذا بالسيل يأخذها و كأنها قشة في طريقة ، هؤلاء يظنون أن قوة الماء هينة لأنهم لا يعرفونه إلا في القوارير .. يظنون أن السيل يؤخرهم و يقطع طريقهم فيتحدونه فإذا بهم يتأخرون للأبد ، و العقل يقول : لا تتحدى السماء و لا الماء .. بل و الأشد من ذلك أن هناك من يبني في طريق السيل ، و السيل لا ينسى طريقة ..

و الحقيقة أن الماء حتى و إن كان قليلاً فقوته عجيبة ، لا يجب التساهل معها ، و من يقود سيارته أثناء المطر ، فليعلم أن ماء المطر المتجمع على الطريق يعمل كطبقة فاصلة غير ثابتة بين الأرض و إطارات السيارة ، وهذا يحرم الإطارات من الاحتكاك الذي يعطيها الثبات فيختل توازنها و يفقد السائق السيطرة عليها .. فعليك القيادة بحذر أثناء المطر ، فبحانب ماء المطر هناك حفر في طريقك ، و بجانب الحفر هناك من لا يزال يطالب بجعل السايلة ترابية لأن أمريكا من بنتها ، وهذا يريد أن يعيد صنعاء إلى العصر الخنبجي و الدنبجي ..