الأحد 20 أبريل 2025 07:38 صـ 22 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

لاعب جديد ومباشر على الأرض سيضفي قدراً هاماً من التوازن المفقود في حرب اليمن

السبت 16 يوليو 2022 11:24 مـ 17 ذو الحجة 1443 هـ
خالد سلمان
خالد سلمان

وجود روسيا كلاعب مباشر على الأرض، سيضفي قدراً هاماً من التوازن المفقود ، في حرب اليمن.
روسيا ومعها الصين في حالة تأهب للإنخراط السياسي وربما ماهو أكثر من السياسي ، في تفاعلات صراع القوى في ملف أستنزف كل فرص الحل، المعتمد على مرجعية دولة كبرى واحدة برأسين ، واشنطن لندن واقليمية سعودية إيرانية متصادمة.
حين تدخل روسيا في الصراعات الإقليمية ،تعطي للأعبين المحليين مساحة حركة في إستثمار هوامش التناقضات الدولية، وتعضيد وزن حليفها السياسي ، بطرح أمامه مروحة من الأفكار المتعددة، وحزم من الخيارات غير المنتمية للون الواحد، والرؤية الواحدة والمصلحة ذات الإتجاه الواحد.
عدن مرشحة للإنفتاح على روسيا ولعب هذا الدور ل :
* علاقاتها التاريخية مع موسكو
* الحلم الروسي بالتمدد بإتجاه المياه الدافئة ، وبسط حضوره في الممرات المائية الدولية، وعلى طرق الإقتصاد العالمي، وفي منابع إنتاج الثروات ،من موقع الند الذي لا يؤمن بالقطب الدولي الواحد .
* عدن محتقنة تجاه السياسات الإمريكية السعودية غير المتوازنة ، بالإنحياز لطرف واحد في خارطة الصراع اليمني، وضد مشروع الطرف الآخر الحامل السياسي لقضية الجنوب.
* الدخول الروسي الصيني على ملف اليمن، سيمنح زخماً للإستقطابات الدولية ،وسيسرع بإخراج صفقة عالمية متوافق عليها بين اللاعبين الكبار.
* دخول القوة الروسية سيقود بدوره إلى نقل الملف اليمني إلى رأس جدول أعمال الأمم ، وسيخرجه من ظلال الإهتمام الباهت إلى أولوية القضايا المركزية، بما يترتب على ذلك من إنضاج تسوية متوازنة قابلة للحياة، تستوعب كل تفاصيل وصراعية المشهد وتضاريس التباينات ، بما في ذلك منح أولوية لقضية الجنوب العادلة، أو سيساعد في إجبار الآخر على إعادة توصيف وتحديد موقع جديد للقضية على طاولة التفاوض.
* إذا كان الإمريكي يخشى من الفراغ الذي ستملأه روسيا والصين ، فإن التلويح بإشراكهما ،سيقود إلى منح الإنتقالي ورقة ضغط، وسيخرج مصداقيته من مفرمة تبعات تحالفات الجبهة الواحدة، المتماهية مع التبعية وتغييب حرية رسم السياسات المستقلة عن حسابات مصالح الجوار .
من صنع التوازن في سوريا وليبيا وغيرهما ونقصد هنا روسيا ، يستطيع أن يصيغ خارطة طريق بديلة في الشأن اليمني ، تحرك بركة الحلول الراكدة ، وتمنح الحل ممكنات الإنجاز ، والجنوب أوراق مساومة ،وميزة إستراتيجية بناءة وخيارات حلول أفضل.
اليمن مدول ووجود قطبين دوليين خير من قطب واحد، وظيفته الحفاظ على إستمرارية الحرب لا صنع السلام.