على درب نشوان الحميري
كل يمني يُعد في الأساس قَيلاً، حتّى وإن لم يُعلن إنتمائه وتأييده للحراك الشعبي الهادر" أقيال''، إلاّ من تزنبل مع السلالية، وقاتلَ أو تخادمَ معها.
لهذا من غير المعقول، و المقبول أن يُنعت حراكـًا شعبيـًا هادر، بالعُنصرية لأنه يقف بشجاعة بعد أن تمَّ خذله من النُخب السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والإعلامية والحقوقية.
التي قامت بتسليم رقابه لعدوٍ غاشم، يتربَّصُ بالبلد، مُستغلاً المعارك الجانبية بين تلك النُخب، وتهاونها إن يكن وصل الأمر إلى التعاون معها، و الدعم الإيراني، والتخاذُل العربي، والتواطؤ الدولي. والسياسات الإقليمية الخرقاء.
لا.. إنَّ الفكرة التي أعُدَّها إمتدادًا للثائر الذي بزغَ من بين أكوام السلالية نشوان بن سعيد الحميري. ليست ردة فعل موازية للعنصرية السلالية، بقدر ماهي عودة إلى إصلاح الشخصية اليمنية التي مُسخت بالعمالة والإرتزاق، والمذلة والخنوع. واستعادة للقومية اليمنية من الإستلاب السلالي، والإرتهان الخارجي الذي يعمل على خلق مشاريع موازية للسلالية الهاشمية.
بل أنَّ هذه الفكرة التي أصبح المؤيدون لها حراكـًا شعبيـًا هادراً، ويتزايد بٱستمرار تعمل على تعميق الديمقراطية وتحقيقها التي وفق أدق تعريفٍ لها : حكم الأغلبية " حكم الشعب لنفسه بنفسه" والذي هو لشعبنا اليمني لا الأقلية الوافدة القادمة إلى هذا البلد بالحروب، والفتن والهويات الفرعية القاتلة، ويتزعمها المجرمين واللصوص منذُ الرسي وحتّى عبدالملك الحوثي.
لأن هذا الحراك الشعبي الثوري يعمل على البناء، الذي يقضُّ مضاجع الكثير من الجماعات المنضوية تحت جُب الهويات الفرعية الدخيلة، كشَّرت أنيابها كمعاول هدم تحاولُ النيل منه قدر المُستطاع، ولو تحالفت كأضداد.