ثورة داخلية تهز الأحزاب اليمنية
![خالد سلمان](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/22/07/10/234812.jpg)
حان الوقت لإحداث ما هو أكثر من رجة او رمي حجراً في مياه الأحزاب الراكدة ، يجب هز شجرة هذه المكونات بالغة الصفرة والهزال، يجب القيام بثورة داخلية يقودها شباب ينتمون للمستقبل، غير مقيدين بإرث الصراعات ، شباب لم ينل منهم الفساد السياسي والإسترزاق ببيع المواقف وخطب ود السلطات.
هذه الأحزاب بإنتهازيتها المبطنة والمعلنة، بإصطفافاتها خارج شارع الناس ، بتبرير المساوئ من موقع المثقف الممتلك سلة تأويلات جاهزة ، هذه الأحزاب التي تنحر مدنيتها وتاريخيتها على مذبح الأنا ، وترتيب المصلحة والتماهي بين الحزب كأرقى أشكال التنظيم السياسي الإجتماعي ، والقبيلة بفكر ماقبل الدولة، هذه الأحزاب كمضمون وسياسات وقيادات ، يجب أن تغادرنا بلا ذرة ندم وبلا رجعة.
الأحزاب بواقعها الراهن المزري تصِّدر نفسها كصورة طبق الأصل من البؤس المعرفي القيمي ، نماذج قادرة على التعايش مع التخلف ، لا كمنصة تغيير وتنوير وثثوير ، أنها ترسل بما هي عليه من رداءة إشارات مميتة لوسط إجتماعي محبط في تخبطاته بحثاً عن أفق ، إشارة تدين السياسة وتسخر من التغيير وتتسامح مع السلطات القائمة.
نحن نحتاج لثورات داخلية متلاحقة داخل بُنى الأحزاب، تعيد صياغة كل شيء من البرنامج والضوابط التنظيمية وحتى إنتخاب الهياكل والأسماء والأُطر، ثورة ترجح كفة الشباب تمنحهم مقاعد الصف الأول ، وتجبر عواجيز الأحزاب على التقاعد، والتفرغ لكتابة مذكراتهم المشبعة بالإنكسارات والخيبات والهزائم.
نحن لسنا بحاجة لتشبيب الأحزاب بالتدرج وعبر النسب المئوية المتحايل عليها، نحن بحاجة إلى ترحيل القيادات الهرمة لمستودع الأشياء المستهلكة القديمة عديمة النفع، تشغل حيزاً فيما هي والغياب والفراغ سواء، نحن بحاجة للتعافي إلى دم جديد، يعيد للسياسة وهجها، وللأحزاب المنفية خارج أحلام الناس الفاعلية والإعتبار.
نعم علينا أن نعترف:
لدينا أحزاب منعوشة ميتة ، وقيادات مسجلة في دفتر النفوس كموتى.
حان وقت كسر صنمية التاريخ الذي يبتزون به جيل الشباب، والخروج من تابوت سلطة القيادات المتحللة.
يجب أن نفعل.