الخميس 6 فبراير 2025 10:08 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

هل تعلم أنك مستجاب الدعوة ؟!

الخميس 6 فبراير 2025 10:08 صـ 8 شعبان 1446 هـ

ارجع بذكرياتك قليلاً إلى ماقبل عشر سنوات ، تذكر تلك الدعوات التي دعوت الله بها و نسيتها ، ستجد أن الله قد إستجاب لك الكثير منها و أنك أصبحت تعيشها واقعاً ، حتى أن البعض سيقول لنفسه : أنا فعلاً مستجاب الدعوة ، ونحن فعلاً مستجابين الدعوة ، فقد تكفل الله بإجابة كل دعواتنا التي ندعوها و حتى تلك التي ننساها..

و المتفكر في قول الله عزوجل : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ..﴾ ، يجد أن الله قد قدم جواب الشرط أجيب دعوة الداعي على الشرط و أداته ( إذا ) ، و تقديم جواب الشرط على أداته يخل بالشرط الا في هذه الآية حيث أضاف إليها بعداً آخر ، و ذلك أن تكفل بالإجابة مباشرة حتى لا نحمل همها و أن ندعوه ، كما أنه قال دعوة الداعي أي ركز على الدعوة و ليس الدعوة ، و كأنها إشارة على أنه ليس هناك أحد مستجاب الدعوة ، بل هناك دعوات مستجابة..

فأحذر أن تتوقف عن الدعاء فأنت تقترف إثماً كبيراً بتركه ، فلقد قرأت مرة لأحدهم : " أن الشيطان لا يحاول أن يجبرنا على ترك الدعاء ، بل يحاول أن ينسينا أن الله إستجاب لنا الدعاء ''.. فإذا أنت نسيت أن الله إستجاب لك دعاءك ، فسيتسلل إليك اليأس ، وهنا الكارثة ، لأنك تيأس من روح الله ، ومن ذا الذي ييأس و ربه الله..

أُدع ربك ، ولا تترك الدعاء ، حتى و إن كنت ميسور الحال ، والعافية تسري في بدنك ، أدع حتى تجد تلك الدعوات التي دعوتها في الرخاء تجتمع دفعة واحدة فتنفعك في أوقات الشدة..

أُدع ربك ، فإنه لا يضيع دعاءً دعوته له ، و لا تترك الدعاء حتى ولو كنت مقصر ، حتى وإن ابتلاك الله بالمعاصي فلعل دعوة تعيدك إليه و تغمرك بالخير..

لا تترك الدعاء فدعوتك مُجابة ، و لا تقل أنك قد أكثرت بهن على الله ، فالله كريم ، فقد جاء في الأثر أن موسى عليه السلام قال لربه : '' يارب إنه يعرض علي الحاجة فأستحي أن اطلبها منك '' ، فقال له الله : " يا موسى، سلني حتى ملح طعامك وعلف شاتك ''..