شركات سعودية توقف التصدير إلى اليمن إلا بشروط..ومستثمرون: الضمانات المصرفية لم تعد كافية

قالت صحيفة سعودية، إن بعض الشركات السعودية توقفت عن التصدير إلى اليمن، وذلك بعد الأحداث الحالية التي تشهدها البلاد هناك، والأوضاع السياسية غير المستقرة، خصوصا مع سيطرة جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "انصار الله" على السلطة والعاصمة صنعاء منذ أسبوعين حتى الآن، فيما ترفض نحو 25 في المائة من شركات الشحن عن النقل إلى هناك.
وأضافت صحيفة "الاقتصادية السعودية"، في عددها الصادر اليوم، إن "بعض الشركات رأت أن التحويلات المصرفية التي تقدم لها عبر اعتمادات لا تحفظ حقوقهم في ظل الوضع الحالي، مشترطين الدفع النقدي في تصدير البضائع إلى اليمن".
وأكد محمد باجسير، مالك شركة أدوية وأحد المصدرين السعوديين إلى اليمن، أنهم يواجهون صعوبات في التصدير إلى اليمن خلال الوقت الحالي، نظرا لعدم الاستقرار الذي تمر به البلاد، مشيرا إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين لم يقوموا بتصدير أي بضائع إلى اليمن من جراء عدم وضوح الرؤية في الشحن والنقل وغيرها من الصعوبات.
وقال إنه "قبل أسبوعين كان الوضع مستقرا من ناحية التصدير، لكن خلال الأسبوعين الماضيين لم نقوم بتصدير أية بضائع، ولا نعلم عن إمكانية التصدير من عدمه من خلال إيجاد وسائل النقل البري، ولم يكن هناك تواصل بيننا وبين الوكيل خلال الأسبوعين الماضيين".
وأشار باجسير، إلى أنهم اتخذوا بعض الإجراءات في الفترة الأخيرة التي من شأنها حفظ حقوقهم مع الجهات التي يقومون بالتصدير إليها، من أبرزها ضرورة الدفع النقدي مباشرة بدلا من الاعتمادات والتحويلات المصرفية سابقا، حيث يأتي الوكيل من اليمن إلى المملكة ويقوم بالدفع النقدي لدى الشركة، ومن ثم يتم تصدير البضائع إليه.
وبين، أن هذه المعاناة هي امتداد لمعاناتهم السابقة في التصدير إلى الدول العربية كافة التي مرت بمرحلة من عدم الاستقرار، حيث توجد صعوبات في التحويلات والاعتمادات المصرفية من تلك الدول، ما يضطر بعض الوكلاء فيها إلى تحويل المبالغ المالية عن طريق دول أخرى.
من جهته، كشف نائب اللجنة الوطنية للنقل، سعيد البسامي، أن نحو 25 بالمائة من الشركات الناقلة إلى اليمن توقفت عن النقل إلى هناك، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تمر بها البلاد، وذلك لضمان سلامة ناقلاتهم وسلامة السائقين، مبيناً أنه يوجد إحجام مستمر من الشركات عن النقل سواء شحن البضائع أو نقل الركاب نظرا للظروف الحالية في اليمن.
وأوضح البسامي، أن هناك تأثرا وبعض الصعوبة في ذلك في ظل ما تمر به اليمن من عدم استقرار أمني، مشيرا إلى أن سوق النقل إلى اليمن يعتبر بسيط ويتعامل معه بالنقل المتوسط.
من جهته، شدد صالح عمر؛ مستثمر سعودي في اليمن، على أن جميع استثمارات السعوديين في اليمن تأثرت دون استثناء، وتمر بظروف صعبة في اليمن، بعد الأحداث التي شهدتها البلاد هناك، حيث لا يوجد قانون ولا أمن، وفي هذا الحالة لا يمكن للمستثمر السعودي حماية استثماراته.
وذكر، أن المستثمرين السعوديين في اليمن لا يستطيعون حفظ حقوقهم واستثماراتهم، حيث كان هناك مطالبات كثيرة سابقة، عبر مجلس الأعمال السعودي اليمني لحفظ حقوق المستثمرين السعوديين هناك، لكن لم يصل المجلس إلى أية نتائج أو حلول تحفظ حق المستثمر السعودي، والذي سيتكبد الخسائر من جراء ما تمر به البلاد هناك.
وحول وجود تأمين أو نحوه على بعض استثمارات السعوديين في اليمن، أوضح أنه لا توجد أية ضمانات مصرفية أو تأمين للاستثمارات السعودية هناك بشكل عام، ما يجعلها عرضه لأعمال النهب والتخريب والعبث بها.
وتجري الاحزاب السياسية لأكثر أسبوعين حوارا في فندق "موفنبيك" برعاية مستشار الامين العام ومبعوثه الخاص الى اليمن جمال بنعمر، للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي حالة الفراغ الدستوري بعد تقديم الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة "الكفاءات" خالد بحاح استقالتهما أواخر يناير الماضي.
وأعلنت عدة سفارات عربية وأجنبية إغلاق أبوابها في العاصمة صنعاء بعد إصدار جماعة الحوثي "إعلانا دستوريا" في 6 فبراير الماضي، حلت بموجبه مجلس النواب (البرلمان) وشكلت مجلسا وطنيا بديلا عنه قوامه 551 عضوا ومجلس رئاسيا من 5 أعضاء.
يشار إلى أن الحوثيون أسقطوا العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي واحتلوا جميع مؤسساتها دون أي مقاومة تذكر.
جدير بالذكر ان جماعة الحوثي سيطرت في 20 يناير الماضي على مبنى دار الرئاسة والقصر الجمهورية وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته في 22 من الشهر نفسه بالتزامن مع استقالة رئيس حكومة "الكفاءات" رفضا لما أقدم عليه الحوثيون.