زوجان اتفقا على عدم الإنجاب طيلة حياتهما.. الإفتاء بمصر تحسم الجدل

قد يتفق الزوجان على عدم الإنجاب لفترة، لكن ماذا لو اتفق الزوجان على عدم الزواج إطلاقا.
ففي سؤال رورد عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، يقول فيه السائل، ما حكم اتفاق الزوجين على عدم الإنجاب مطلقًا؟
وكان رد دار الإفتاء على السؤال في الفتوى التي حملت رقم 4713: "إنجاب الأولاد مطلوبٌ فطريٌّ ومقصودٌ شرعيٌّ؛ لما يترتَّب عليه من تعمير الأرض والاستخلاف فيها، ولذلك رغَّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بزواج الوَلُودِ من النساء".
واستدلت الإفتاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جاء رجل إليه فقال: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قال: «لَا». ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فقال: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ».
وأضافت أنه مع الترغيب في الإنجاب، إلَّا أن الشرع لم يأمر المكلفين به أمرَ إيجابٍ، وإنما رغَّبهم في الذرية، لما فيها من زينة الحياة.
ونوهت أن الأنبياءُ ، قد طلبوا الأولادَ، كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
، فمن أعرض عن طلب الأولاد خالفَ السنةَ، وعُدِم هذا الفضل والثواب الجزيل.
وتابعت: لكنّ الشرع لم يوجب على كل من تزوَّج أن ينجب أولادًا، لكنه حثَّ عمومَ المسلمين على النكاح والتكاثر، واكتفى بالترغيب في ذلك مع بيان أنها مسؤوليةٌ على كل من الوالدَيْن.
كما نوهت أن جمهور العلماء قد اتفقوا على أنَّ العزلَ مباحٌ في حالة اتفاق الزوجين على ذلك.
وأوضحت الإفتاء أن عدمُ الإنجابِ هو حقٌّ للزوجين معًا، ويجوز لهما الاتفاقُ عليه إذا كان في ذلك مصلحة تخصُّهما، ولا يجوز لأحدهما دون موافقة الآخر، وهذا الجواز على المستوى الفردي، أَمَّا على مستوى الأمة فلا يجوزُ المنْعُ المطلق من الإنجاب لما فيه من الإخلال بنسبة التوازن التي أقام الله الخلق عليها.